احتفالات هذا العام باليوم الدولي لموسيقى الجاز.. على إيقاع الحجر الصحي

الأربعاء،29 نيسان(أبريل)،2020

احتفالات هذا العام باليوم الدولي لموسيقى الجاز.. على إيقاع الحجر الصحي

متابعة مركز عدل لحقوق الإنسان

أثبت الجاز في القرن العشرين أنه لغة عالمية موزعة على جميع القارات تؤثر على أصناف أخرى من الموسيقى وتتأثر بها، وتتطور بوصفها قوة ثقافية موحدة لهواة الجاز في شتى أنحاء العالم، من دون تمييز بين الأعراق أو الأديان أو الأصول القومية.
وهذا ما دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” للاحتفال كل سنة بهذا النوع من الموسيقى نظرا للإسهام التاريخي والثقافي والتعليمي لموسيقى الجاز في تعزيز قيم التسامح والسلام العالميين.
وجاءت مبادرة إطلاق يوم دولي لموسيقى الجاز من عازف البيانو الأمريكي، والملحن وسفير “اليونسكو” للنوايا الحسنة للحوار بين الثقافات، هيربي هانكوك، وذلك بهدف تركيز الاهتمام العالمي على الدور الذي اضطلعت به موسيقى الجاز في كسر الحواجز العنصرية والتمييز ضد الجنس في كافة بقاع العالم، وكذا في تعزيز قيم التعاون والتفاهم والتسامح والحرية.
وهكذا، حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في شهر شباط/نوفمبر سنة ٢٠١١، يوم الثلاثين من شهر نيسان/أبريل من كل سنة يوما دوليا للجاز بغية تسليط الضوء على موسيقى الجاز ودورها الهام في توحيد البشرية وتعزيز الحوار وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان وأشكال التنوع.
وفي اليوم الدولي لموسيقى الجاز يحرص فنانو هذا النوع الموسيقي على إحياء حفلات موسيقية لجذب الجماهير التي تحب هذا النوع من الموسيقى، كما تختار منظمة “اليونيسكو” المسؤولة عن تنظيم هذا الاحتفال، عاصمة عالمية للجاز تقام فيها الاحتفالات باليوم العالمي للجاز بشكل رئيسي، إلى جانب عروض أخرى تشمل برامج مدرسية ودورات موسيقية.
  وتهدف “اليونسكو” من وراء الاحتفال بهذا الصنف من الموسيقى إلى تعزيز الوعي على الصعيد الدولي بضرورة الحوار بين الثقافات والتفاهم، وتعبئة الأوساط الفكرية وصانعي القرار وأصحاب المشاريع الثقافية والمؤسسات الثقافية والتعليمية ووسائل الإعلام من أجل تعزيز القيم المرتبطة بموسيقى الجاز وتعزيز التعاون الدولي والاتصال في مجال موسيقى الجاز.
وأعلنت منظمة “اليونيسكو” عن اختيارها هذه السنة مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا، لكي تكون المدينة التي كان من المقرر أن تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز سنة ٢٠٢٠، الذي ينظم تحت شعار “جذور وتاريخ موسيقى الجاز الإفريقية”، في محاولة لإبراز الهوية الإفريقية والإمكانيات الإبداعية الكامنة فيها لإلهام عالم الموسيقى أجمع من خلال موسيقى الجاز.
بيد أنه في ظل جائحة فيروس كورونا التي تجتاح العالم في الوقت الراهن، اعتمدت “اليونسكو” طريقة مبتكرة للاحتفال بهذه الفعالية العالمية التي تلهم عشاق هذه الموسيقى عبر الإنترنت من خلال تقنية البث المباشر، وذلك في تجربة جديدة تتحدى بها وباء كوفيد-١٩، من خلال توحيد المجتمعات المحلية والمدارس والفنانين والمؤرخين والأكاديميين ومحبي موسيقى الجاز في شتى أنحاء العالم للاحتفال بفن موسيقى الجاز ومعرفة المزيد عن جذوره ومستقبله وتأثيره.
وقد أصدرت منظمة “اليونسكو” ومعهد “هيربي هانكوك” للجاز دعوة للمنظمين والفنانين والمعجبين حول العالم لابتكار فيديوهات وتسجيلات صوتية وتعبيرات أخرى للمشاركة في هذه الفعالية قصد إظهار التضامن مع جميع المتضررين من الجائحة.
وبهذه المناسبة، قال هيربي هانكوك، سفير “اليونسكو” للنوايا الحسنة للحوار بين الثقافات والرئيس المشارك لليوم الدولي للجاز، إن “هذه أوقات غير مسبوقة لمواطني العالم، ونحن ممتنون للغاية للدعم والتفهم والشراكة لمجتمع يوم الجاز”، مشيرا إلى أنه بسلاح التفاؤل والصبر “سنعمل على مواجهة هذه التحديات كعائلات ومجتمعات ودول وكعالم موحد”.
الآن أكثر من أي وقت مضى، يضيف هانكوك، يجب تظافر الجهود ونشر أخلاقيات حركة اليوم العالمي للجاز عبر العالم من خلال استغلاله كفرصة ذهبية للبشرية جمعاء لإحياء التواصل، خاصة في خضم كل هذه العزلة وعدم اليقين بسبب وباء كوفيد-١٩.
من جهتها، قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، أودري أزولاي، في كلمة بالمناسبة، إن “موسيقى الجاز تتردد في كافة المنازل بالعالم خلال فترة الحجر الصحي (…) فمن خلال الجاز نجد تقاربا من الصعب إيجاده الآن بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، وذلك لأن أنغام الجاز هي عبارة عن حوار متواصل بين الموسيقيين والمستمعين (…) ما يجعلنا نشعر بأننا أقرب من بعضنا البعض”.
  وبفضل موسيقى الجاز، تضيف السيدة أزولاي، نعزز فضائل الارتجال (…) لأنه على الرغم من الظروف تبقى حرية الإبداع، مشيرة إلى أن هذا اليوم العالمي يمنح لمنظمة “اليونسكو” الفرصة للاحتفال بقوة الجاز الذي يرافق كل يوم كل المواطنين الذين يخضعون للحجر الصحي وأولئك الذين لا يخضعون لهذه الإجراءات الاحترازية.
وأكدت المديرة العامة للمنظمة “إننا بحاجة إلى سحر الجاز في هذه الفترة التي نتذكر فيها جميعنا أهمية الموسيقى وبقية الفنون الأخرى في حياتنا”، مذكرة أن الأزمة الصحية أدت إلى إلغاء الكثير من الفعاليات الاحتفالية التي كانت مقررة هذه السنة، “ولكن الإبداع الذي يظهره عشاق وموسيقيو الجاز في فترة العزل يعطينا الكثير من الأمل”.
المصدر: وكالات