متابعة: مركز عدل لحقوق الإنسان
“الوضع الإنساني المتدهور” الذي يؤثر على النساء والأطفال في شمال غرب سوريا هو الشاغل الرئيسي لمنسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، مارك لوكوك، الذي تحدث صباح الأربعاء في جلسة مجلس الأمن في المقر الدائم بنبويورك.
وفي جلسة مجلس الأمن الدولي حول “تنفيذ القرارات المتعلقة بالشأن الإنساني في سوريا”، أعرب لوكوك عن قلقه إزاء الوضع الإنساني السيء والمتدهور الذي يطال النساء والأطفال في شمال غرب سوريا بسبب القصف المكثف بالقنابل والمدفعية وغيره من أنواع القتال.
وقال إن “القتال في معرة النعمان وسراقب وغرب حلب، كان أشد من أي شيء رأيناه في العام الماضي”.
ما زال المدنيون يتعرضون للقصف المكثف، بحسب لوكوك الذي أفاد بأنه في 11 كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 20 مدنياً في محافظة إدلب في غارات جوية. في 21 كانون الثاني/يناير، قُتل ثمانية مدنيين في كفر تال في غرب حلب، بعد غارة جوية سقطت بالقرب من منزلهم. وخلال الأسبوع الممتد من 15 إلى 23 كانون الثاني/ يناير، وثقت مفوضية حقوق الإنسان حوادث قُتل فيها ما لا يقل عن 81 مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة للغارات الجوية والغارات الأرضية. هذا المجموع يضاف إلى أكثر من 1500 وفاة بين صفوف المدنيين تحققت منها المفوضية منذ بدء التصعيد في أواخر نيسان/أبريل.
“نحن خائفون. ساعدونا من فضلكم. ضعوا حدا (لهذه المأساة)”
وقال لوكوك إن التقارير الأكثر إثارة للقلق وردت من جنوب إدلب، حيث تركزت مئات الغارات الجوية التي شنتها الحكومة السورية وحلفاؤها. فيما واصلت الجماعات المسلحة غير الحكومية قصف مدينة حلب، مما أسفر عن مقتل أو إصابة العشرات من المدنيين.
وقد حذرت المفوضة السامية باشيليت، من أن “النساء والرجال والأطفال الذين يقومون ببساطة بأنشطة يومية في المنزل وأماكن العمل والأسواق والمدارس يتعرضون للقتل والتشويه في أعمال عنف لا معنى لها”.
وفي هذا السياق، حث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية “جميع الأطراف على الوقف الفوري للأعمال القتالية في منطقة خفض التصعيد في إدلب وحولها”.
وقد تحدث لوكوك إلى السوريين في إدلب خلال زيارته إلى البلاد الأسبوع الماضي، قائلا إن الناس أخبروه بأنهم يشعرون بشكل متزايد “بالحصار” لأن القصف يتبعهم من مكان لآخر، وبأنهم مصابون بالصدمة ويشعرون بأن العالم أهملهم تماما. وهم لا يفهمون سبب عجز هذا المجلس عن إيقاف مذبحة سكان مدنيين محاصرين في منطقة الحرب.
وقال لوكوك: رسالتهم إليكم هي نفسها التي نقلتها عندما تحدثت أمامكم في 30 من تموز/يوليو الماضي: “نحن خائفون. ساعدونا من فضلكم. ضعوا حدا (لهذه المأساة)”.
70,000 مازالوا مشردين في شمال شرق سوريا
لا يزال الوضع الإنساني في الشمال الشرقي صعبا، حيث هناك حوالي 70،000 مشرد بعد العمليات العسكرية التي وقعت في تشرين الأول/أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك يعيش 90،000 شخص في مخيمات النازحين، بما في ذلك أكثر من 66،000 شخص في مخيم الهول.
ويعد هؤلاء السكان الضعفاء من بين 1.8 مليون شخص في الشمال الشرقي، ممن يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
وبينما تلقى 850،000 شخص في المتوسط عام 2019 مساعدة شهرية من داخل سوريا، فإن إغلاق معبر اليعربية الحدودي مع العراق، دفع منظمة الصحة العالمية إلى التنبؤ بتخفيض الخدمات واللوازم الطبية.
وفقا لما ينص القرار 2504، سيتم إطلاع المجلس بحلول نهاية شباط/فبراير حول جدوى استخدام طرائق بديلة لذلك المعبر الحدودي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في كافة أنحاء سوريا.
الوضع الاقتصادي يزيد مشقة السكان
يشكل الوضع الاقتصادي في سوريا مشقة متزايدة على المدنيين في جميع أنحاء البلاد. ففي شهر كانون الثاني/يناير، استمرت الليرة السورية في الانخفاض في السوق غير الرسمي. في بعض المناطق، وصل سعر الدولار الأمريكي إلى 1,100 ليرة سورية.
الدعم المستمر من المانحين أمر حيوي–مارك لوكوك
يجد السوريون الذين يخرجون لشراء الطعام عددا أقل من المواد الغذائية في أسواقهم، بما فيها الأساسيات مثل الأرز والزيت والسكر. وقد ارتفع سعر معظم المواد الغذائية بشكل كبير. على سبيل المثال، ارتفع سعر الخبز، أكثر من 50 في المائة في بعض المناطق في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا الصدد، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن أي تدهور إضافي في الاقتصاد السوري سيعرض المزيد من الناس للخطر والحاجة إلى المساعدة في العام المقبل، مشددا على أن “الدعم المستمر من المانحين أمر حيوي”.
الأمم المتحدة: الأمن والسلم