شيطنة المجتمع السوري

السبت،26 تموز(يوليو)،2025

شيطنة المجتمع السوري

ملكون ملكون

بعد ثمانية أشهر من سقوط النظام في سوريا، تبدو الصورة كارثية ومفجعة أكثر بكثير مما هو معلن، ومما كان متوقعاً، وما كان يُعلن خلال السنوات الأربع عشر الفائتة كانت التحذيرات تنهال من “النخب” السورية، والمخاوف تتزايد سنة إثر أخرى من تدمير البنية الاجتماعية في سوريا نتيجة سنوات حرب طويلة، وتجاوز الجميع مستويات الخراب والقتل والتدمير الغير مسبوقة لأنهم كانوا يراهنون على متانة بنية المجتمع السوري، ووسط هذا الخراب وهذه المخاوف والهواجس كانت الشعارات التي تعبر عن تماسك الشعب السوري وتعاضده كثيرة براقة حيناً وفاقعة أحياناً.

لكن ما كان مُتَوجساً منه أصبح حقيقة الآن. فقد تمت شيطنة مكونات المجتمع السوري كافة وبلا استثناء، ودخل العلويون، والدروز، والاكراد، والمسيحيون، والإسماعيليون في دوامة التكفير والخيانة والتواطؤ مع العدو، وفي سياق هذه “الشيطنة” سالت الدماء وارتكبت المجازر وغابت لغة العقل، وحتى “السنّة” تمت شيطنتهم فأصبحوا بنظر “الآخر” السوري عدواً يكفر الاخرين ويخونهم ويقتلهم ويرتكب المجازر بحقهم، فأصبح الكل بمواجهتهم والكل يطمح لازاحتهم عن السلطة.

هذا الواقع الشيطاني الذي تعيشه سوريا وتغذيه أقلام تحريضية تقتات على دماء السوريين، وسلطة منفصلة عن الواقع تكتفي بتكرار شعارات مَلَّ منها السوريون رافقتهم منذ عقود من الزمن، وأطراف خارجية تجد في هذه الأجواء الطائفية والتحريضية وهذا الانقسام الحاد والاستقطاب الدموي في المجتمع السوري فرصة ذهبية لها تُسّهل لها تنفيذ أجنداتها في سورية.

في سوريا تبلبلت الألسن وغاب العقل، وأصبحت البلاد أقرب للحرب الأهلية إن لم تكن قد دخلتها فعلاً.

المصدر: ميدل ايست