فيليب بولوبيون يتولى قيادة “هيومن رايتس ووتش” خبير حقوقي دولي مخضرم يُعيّن مديرا تنفيذيا

الثلاثاء،25 تشرين الثاني(نوفمبر)،2025

فيليب بولوبيون يتولى قيادة “هيومن رايتس ووتش”
خبير حقوقي دولي مخضرم يُعيّن مديرا تنفيذيا

متابعة مركز عدل لحقوق الإنسان

أعلنت “هيومن رايتس ووتش” اليوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عن تعيين فيليب بولوبيون مديرا تنفيذيا لها، بعد مسيرة 13 عاما في المنظمة وعمله الصحفي الذي دافع خلاله بشكل حثيث عن ضحايا الفظائع في مناطق النزاع. صعد بولوبيون على مدى أكثر من عقد من الزمن في هيومن رايتس ووتش ليشغل عدة مناصب قيادية عليا.
قال كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لـ هيومن رايتس ووتش: “فيليب اختيارٌ ممتاز. فهو يتمتع برؤية استراتيجية، وقوة قيادية، وقدرة على تمثيل هيومن رايتس ووتش جيدا في جميع الأوساط، بالإضافة إلى القيم والشخصية التي يمكن أن ترتكز عليها المنظمة”.
بدأ بولوبيون حياته المهنية صحفيا مبعوثا خاصا في كوسوفو. غطى العنف العرقي الوحشي في المنطقة، وأعمال البعثة الإداريةالأممية المؤقتة، وسقوط الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، الذي واجه تهما بارتكاب جرائم حرب. بين 2000 و2010، كان كبير مراسلي شؤون الأمم المتحدة لوسائل إعلامية فرنسية عدة، منها “راديو فرنسا الدولي”، والصحيفة الفرنسية المرجعية “لوموند”، وقناة “فرانس 24” الإخبارية.
قال الدكتور دينيس موكويجي، الحائز على “جائزة نوبل للسلام” وعضو منظمة “ذا إلدرز”: “تلعب هيومن رايتس ووتش دورا محوريا في محاسبة مرتكبي الجرائم وتعزيز السلام والعدالة، ولا شك لديّ في أن فيليب سيكون مدافعا جريئا وحازما عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. كان فيليب صوتا معروفا في قضايا أفريقيا في راديو فرنسا الدولي، وقد دافع بفعالية عن العديد من الأزمات التي طالت القارة الأفريقية”.
كصحفي، غطى بولوبيون أخطر الأزمات في ذلك الوقت، بما فيها الفترة التي سبقت الحرب في العراق، وأُرسل إلى دارفور وغزة ولبنان وهايتي وسريلانكا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وهو مؤلف كتاب “غوانتانامو: سجن على أطراف العالم”، الذي يقدم سردا حيا لزيارته إلى موقع الاحتجاز العسكري الأمريكي، الذي لم يزره سوى عدد قليل من الصحفيين، وحيث خلص في وقت مبكر إلى أن معاملة العديد من السجناء ترقى إلى مستوى التعذيب.
قالت ناتالي نوغايريد، رئيسة التحرير السابقة في لوموند: “تميز عمل فيليب الصحفي بدقة تقاريره الحاسمة. إنه ملتزم بشدة بفضح الظلم ومساءلة السلطة. هو مدافع شجاع عن المبادئ الأساسية، ويتمتع بذكاء ومرونة عاليين. على رأس هيومن رايتس ووتش، سيوظف كل هذه الموهبة والطاقة في النضال من أجل حقوق الإنسان، وهي مهمة أصبحت اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.
بعد عقد من توثيق جهود الأمم المتحدة للتصدي للفظائع الجماعية والنزاعات، نقل بولوبيون عام 2010 التزامه بالدفاع عن الحقوق إلى الساحة العالمية من خلال انضمامه إلى هيومن رايتس ووتش، أولا كمدير لشؤون الأمم المتحدة ثم صعودا إلى منصب نائب مدير المناصرة العالمية في 2016. في هذه المناصب، دافع عن حقوق الأشخاص الذين وقعوا في أزمات كبرى في ميانمار وبوروندي وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون ومالي، وغالبا ما ساهم في المناصرة والبحث الميدانيَّيْن.
دعا إلى نشر بعثة دولية لحفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، وانتقد مبيعات الأسلحة الغربية للسعودية في سياق جرائم الحرب في اليمن، وساعد في بناء تحالف مع شركاء محليين ودوليين لفضح القمع المنهجي للفلسطينيين من قبل الحكومة الإسرائيلية، وقاد حملة ناجحة لحرمان روسيا من مقعد في “مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة”. خلال تلك الفترة، كان بولوبيون صوتا قويا في وسائل الإعلام نيابة عن ضحايا الانتهاكات الحقوقية في جميع أنحاء العالم.
مؤخرا، انضم بولوبيون إلى شركة إدارة الأصول الفرنسية “توبام” للمساعدة في إطلاق استراتيجية استثمارية تكشف التكاليف الباهظة التي تفرضها الأنظمة الاستبدادية على المستثمرين.
قالت ماوسي سيغون، مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “نهج فيليب المؤثر في القيادة هو بالضبط ما تحتاج إليه هيومن رايتس ووتش في هذا الوقت، وقد شهدت هذه المقاربة في عدة قضايا أفريقية حاسمة تشمل جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث ساهمت مناصرته في جهود المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لتقديم قادة الميليشيات في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى العدالة. أنا متحمسة لما يمكن أن تحققه المنظمة في هذا الوقت الذي أصبح فيه التمتع بحقوق الإنسان مجرد سراب بعيد بالنسبة للكثيرين حول العالم”.
يتولى بولوبيون إدارة هيومن رايتس ووتش في وقت صعب. فالديمقراطية تتراجع في معظم أنحاء العالم منذ عقدين، والمعايير الحقوقية التي تم اعتمادها بشق الأنفس تواجه خطر التآكل، بينما تقع الفظائع الجماعية في السودان وغزة وأوكرانيا وأماكن أخرى. ستشمل أولوياته حشد موارد جديدة ومضاعفة دور المنظمة الفريد ومسارها المؤثر: التحقيقات المبتكرة والدقيقة؛ والتقارير والتواصل لتأكيد الحقائق في مواجهة الدعاية؛ وحملات المناصرة البراغماتية، المصمَّمة لجعل الانتهاكات أكثر كلفة على الجهات النافذة.
قال بولوبيون: “تواجه حركة حقوق الإنسانأزمة على كافة الصعد، إذ تتزايد جرأة الصين وروسيا في سعيهما العالمي إلى تقويض الحقوق، في حين تهاجم إدارة ترامب ركائز الديمقراطية الأمريكية، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على بيئة حقوق الإنسان برمتها. هيومن رايتس ووتش في وضع فريد لمواجهة هذا التحدي وتجاوز الضوضاء من خلال تأكيد الحقائق، وتسمية الجرائم، وتنبيه الجمهور، والضغط على أصحاب السلطة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات”.

المصدر: موقع منظمة هيومن رايتس ووتش