“سجون المستشفيات”.. أطباء الأسد المتّهمون بالتعذيب يعملون في أوروبا
متابعة مركز عدل لحقوق الإنسان
سوريين داخل دول أوروبية، يعملون في تخصصاتهم الطبية نفسها، وهم متورطون في ممارسات تعذيب وانتهاكات حقوقية ضد المعتقلين في سجون نظام بشار الأسد. فيما أوضح تقرير لصحيفة “تايمز” البريطانية، أنّ هؤلاء الأطباء شاركوا في التعمية عن جرائم التعذيب بتزوير شهادات وفاة للضحايا.
وتُظهر بعض الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية، توقيعات أطباء يعملون اليوم في دول أوروبية، على شهادات وفاة سُجّلت على نحو جماعي وفي صياغات متماثلة، وفاة معتقلين وصلوا إلى المستشفيات من دون أسماء، بزعم تعرّضهم لـ”توقّف قلبي” مباغت وفشل محاولات الإنعاش.
إلا أنّ تقرير للأمم المتحدة العام الماضي، قد أشار إلى أنّ شهادات الوفاة كانت تتضمن معلومات غير حقيقية تخفي الأسباب الحقيقية للوفاة التي حدثت بفعل التعذيب.
كما تورط أطباء في ممارسات التعذيب على نحو مباشر وفعلي، وفق بعض الناجين في شهاداتهم، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبحسب مجموعة واسعة من الوثائق والصور، التي جُمعت من فروع المخابرات السورية في محيط العاصمة دمشق، فإنّ المستشفيات العسكرية لعبت دورًا رئيسًا من خلال الأطباء داخلها، في عمليات التعذيب والقتل التي نفذها النظام بحق مواطنيه خلال فترات الاحتجاز القسرية، حيث طالت أكثر من 150 ألف شخص تعرّضوا للاعتقال أو تم إخفاؤهم قسرًا خلال 14 عامًا من الحرب، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
في يونيو الماضي، أدانت محكمة ألمانية الطبيب السوري علاء موسى بتهم تعذيب وقتل معتقلين في مستشفى عسكري وأحد فروع المخابرات، إذ حكمت عليه بالسجن المؤبد بتهم تشمل حرق سجناء وإجراء عمليات من دون تخدير.
كما قال طبيب سابق عمل في مستشفى حرستا العسكري، إنه شهد ممارسات تعذيب قاسية داخل المستشفى، منها إطفاء السجائر في أجساد المعتقلين، وسكب مياه ملوّثة على جروحهم، وتعذيبهم الممنهج.
وذكر شاهد آخر أصبح لاحقًا جزءًا من قضية جنائية في ألمانيا، أنّ الجثث كانت تُنقل في شاحنات مبردة إلى مقابر جماعية.
وأكدت مصادر سورية، أنّ مستشفى حرستا تم إخلاؤها من الطواقم الطبية بعد عام 2015، ليُستخدم فقط في “معالجة” جثث المعتقلين.
وصفت الباحثة المعنية بجرائم النظام السابق، أنصار شحود، العلاقة بين المستشفيات والجيش بأنها شكل من أشكال “الإبادة الطبية”، قائلة: “استُخدمت المستشفيات كسجون، وكانت جزءًا من منظومة القتل المنهجي. أعداد الضحايا داخل المستشفيات تجاوزت أعداد من ماتوا في السجون”.
ورغم أنّ البيانات الجديدة تتضمن بعض الأسماء التي وصلت إلى جهات التحقيق المعنية بالمفقودين، يبقى التعرف إلى آلاف الضحايا مهمة شبه مستحيلة، إذ تظهر الأغلبية في الصور على شكل أرقام مجردة.
المصدر: قناة ومنصة المشهد

