لا يزال العدوان التركي بالتعاون مع الفصائل المسلحة السورية المرتبطة بها على عفرين، والذي بدأ في 20 كانون الثاني/يناير 2018 مستمراً حتى الآن، رغم قرار مجلس الأمن الدولي، رقم ( 2401 )، الصادر في 24 شباط/فبراير 2018 والمتضمن: وقف جميع الأعمال العسكرية على كامل الأراضي السورية. ولا تلوح في الآفق بوادر لوقف هذا العدوان، في ظل الصمت الدولي على الانتهاكات والجرائم المرتكبة، الناجمة عنه، بشكل يومي، والتي ترتقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وفيما يلي رصد لبعض التطورات والحالات، التي حدثت خلال الساعات الماضية في عفرين، وتشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهي:
* علمنا أن الطائرات التركية، قامت مساء يوم أمس الأحد 25 شباط/فبراير، بقصف منطقة راجو، ما أدى إلى فقدان أثنين من مقاتلي “وحدات حماية الشعب” لحياتهما، وأصيب ثلاثة أخرون بجروح مختلفة. كما كانت قرية حاج خليل ر اجو، مساء يوم أمس الأحد، هدفاً للقصف العشوائي بالسلاح الثقيل من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين، حيث سقطت القذائف على منازل المدنيين وألحقت أضراراً بالغة بممتلكاتهم، وأصيب عدد من المدنيين بجروح مختلفة، تم إسعافهم إلى مشفى عفرين، فقد أظهر مقطع مقطع فيديو من المشفى رجل ستيني يدعى شكري حجيكو – من قرية حج خليل، وآثار الحروق على كامل جسده وخاصة منطقة الرأس، بسبب تعرضه للقذائف التي أطلقت على القرية.
* وعلمنا أيضاً أن الطائرات التركية، قامت بعد منتصف ليلة أمس الأحد/الاثنين، بقصف منطقة جنديرسة، والذي استمر حتى ساعات صباح هذا اليوم الاثنين، في محاولة منها للتقدم من محور قرية بافلور. وفي صباح هذا اليوم الاثنين، شنت الطائرات التركية، غارات على قرية يلانقوز، مستهدفة منازل المدنيين، حيث ارتكبت فيها مجزرة بحق المدنيين، والحديث يدور عن خمسة ممن فقدوا حياتهم، حيث تقوم فرق الهلال الأحمر الكردي بانتشال الجثث من تحت الانقاض. وقد علمنا أن المدني رشيد عبد الحنان سيدو، فقد حياته في هذه المجزرة البشعة. كما وعلمنا أيضاً أن القصف التركي على قرية جلمة – ناحية جنديرسة، أدى إلى إصابة المدني محمد عمر حمو (48 )، بعدة شظايا في أنحاء متفرقة من جسمه.
* كما وعلمنا أيضاً أن الطائرات المروحية التركية، عاودت مساء يوم أمس الأحد، قصف قرى “انقلة” و “سنارة” – ناحية شية “شيخ حديد”، بشكل عشوائي، والذي استمر لساعات متأخرة من الليل. وقد عادت الاشتباكات بين “قوات سورية الديمقراطية” من جهة، وبين “الجيش التركي والفصائل المسلحة المرتبطة به والمتعاونة معه” من جهة أخرى، لتندلع الاشتباكات من جديد على هذا المحور وتتسع من محور “انقلة” و “سنارة”، لتصل إلى قرية “قرمتلغ”، والتي مازالت مستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، ولم نتمكن من الحصول على تفاصيل أخرى عنها.
* وعلمنا أيضاً من مصادر محلية في عفرين، قيام الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين، بتجميع عشرات من المواطنين المدنيين في قرية ميدانا – ناحية راجو، واحتجازهم في منزلين، وإقدامهم على سلب ونهب ممتلكاتهم في القرية، دون معرفة تفاصيل أخرى عن ذلك.
* كما وعلمنا أيضاً أن الطائرات التركية قامت مساء يوم أمس الأحد، بقصف قرية حسن ديرا – ناحية ميدانكي. وأيضاً، قامت المدفعية التابعة للجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين، مساء يوم أمس الأحد، بقصف المسجد الشرقي في مركز منطقة جنديرسة، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بمنازل المدنيين والجامع.
* هذا وقد كشفت وكالةسوبتنيك الروسية الرسمية بأن الضربات الجوية التركية على مدينة عفرين، خلقت دماراً كبيراً، ما يؤكد زيف الإدعاءات التركية، بأنهم لا يستهدفون المدنيين وأنهم يقصفون “الإرهابيين” فقط، بحسب ما يدعون، إلا أن الحقيقة تؤكد بأنهم مستمرون منذ 37 يوماً في قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية في المدينة.
* وقد علمنا من خلال توثيق المجلس الصحي في عفرين، أن عدد الضحايا الذين فقدوا حياتهم والجرحى، في عفرينن منذ بداية العدوان التركي عليها وحتى يوم 25 شباط/فبراير 2018 كما يلي: (192 ) فقدوا حياتهم بينهم أطفال ونساء، (28 ) طفل و (23 ) أمرأة، والباقي من الشباب والرجال والمسنين. (574 ) جريحاً، (69 ) طفلاً، (79 ) أمرأة، (426 ) من الرجال.
إننا في مركز “عدل” لحقوق الإنسان، وفي الوقت الذي نعلن فيه تضامننا الكامل مع أسر الضحايا، فإننا نتوجه بالتعازي القلبية الحارة لجميع من فقدوا حياتهم، مع تمنياتنا بالشفاء العجل للجرحى، وإننا ندين من جديد العدوان التركي على عفرين، ونطالب المجتمع الدولي، إجبار تركيا على الالتزام الكامل بقرار الهدنة الصادر عن مجلس الأمن، وممارسة صلاحياته في ردع العدوان وقمعه، والعمل على حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتحويل مرتكبي هذه الجريمة، إلى المحكمة الدولية لينالوا جزائهم العادل.
26 شباط / فبراير 2018
مركز “عدل” لحقوق الإنسان
أيميل المركز:adelhrc1@gmail.com
الموقع الإلكتروني: www.adelhr.org