رغم صدور قرار مجلس الأمن الدولي، رقم (2401 ) تاريخ 24 شباط/فبراير 2018 فأن العدوان التركي بالتعاون مع الفصائل المسلحة السورية المرتبطة بها على عفرين، الذي بدأ في 20 كانون الثاني/يناير 2018 لا يزال مستمراً حتى الآن، دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لإيقافه، في ظل التواطؤ والصمت الدولي على الانتهاكات والجرائم المرتكبة، الناجمة عنه، بشكل يومي، والتي ترتقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وفيما يلي رصد لبعض التطورات والحالات، التي حدثت خلال الساعات الماضية في عفرين، وتشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهي:
* علمنا أن الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين، قاموا صباح هذا اليوم الثلاثاء 27 شباط/فبراير، بقصف ثرية أومرا – ناحية شرا، والتلال المحيطة بها، بالسلاح الثقيل وبشكل عشوائي، ولا يزال القصف مستمراً حتى لحظة كتابة هذا التقرير، مع تنفيذ الطائرات الحربية أكثر من (15 ) غارة على القرية، وذلك بعد تحرير القرية والتلال المحيطة بها مساء يوم أمس الاثنين من القوات التركية والفصائل المتعاونة معها، ولم نتمكن من معرفة الأضرار المادية والبشرية الناجمة عن القصف في صفوف المدنيين وممتلكاتهم. كما أن هناك أنباء عن استهداف الطيران التركي في ناحية شرا، للجسر الروماني التاريخي، ووقوع أضرار كبيرة فيه. يذكر أن هذا الجسر، يعتبر الأقدم في الشرق الأوسط، وهو يتبع قلعة النبي هوري، وما حصل من استهداف هذا الجسر، لم يكن الأول للمعالم التاريخية في منطقة عفرين منذ بداية العدوان التركي عليه.
* وعلمنا أيضاً أن قريتي “سنارة” و “انقلة” – ناحية شيه “شيخ حديد”، كانت هدفاً لقصف وهجوم الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين، منذ ثلاثة أيام، مترافقاً مع الغارات الجوية والقصف بالسلاح الثقيل، والذي استمر حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس الاثنين، حيث تم دحره من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، ولم نتمكن من معرفة الأضرار المادية والبشرية الناجمة عنه في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.
* وعلمنا أيضاً أن الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين، يستهدفون منذ يوم أمس الاثنين، مركز بلدة جنديرسة وقرية يلانقوز، بالسلاح الثقيل، والحصيلة الأولية للضحايا، اليوم الثلاثاء، (2 ) اثنين من المدنيين فقدوا حياتهم، وإصابة (3 ) ثلاثة بجروح مختلفة، وما زال القصف متواصلاً حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
* كما علمنا أن الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه في العدوان على عفرين،، قاموا مساء يوم أمس الاثنين، بقصف قرية جلمة – ناحية شيراوا، بالسلاح الثقيل عشوائياً، ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى في صفوف المدنيين جراء ذلك، ولم نتمكن من الحصول على أسماء الضحايا.
* من جهة أخرى، فقد قررت محكمة تشيكية في براغ، اليوم الثلاثاء 27 شباط/فبراير، إطلاق سراح السيد صالح مسلم – الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD )، ولموقوف منذ ثلاثة أيام، على خلفية مذكرة اعتقال تركية بحقه، حيث أعلنت المحكمة عدم ثبوت أي دلائل حول التهم الموجهة إليه من قبل السلطات التركية.
إننا في مركز “عدل” لحقوق الإنسان، وفي الوقت الذي نعلن فيه تضامننا الكامل مع أسر الضحايا، فإننا نتوجه بالتعازي القلبية الحارة لجميع من فقدوا حياتهم، مع تمنياتنا بالشفاء العجل للجرحى، وإننا ندين من جديد العدوان التركي على عفرين، ونطالب المجتمع الدولي، إجبار تركيا على الالتزام الكامل بقرار الهدنة الصادر عن مجلس الأمن، وممارسة صلاحياته في ردع العدوان وقمعه، والعمل على حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتحويل مرتكبي هذه الجريمة، إلى المحكمة الدولية لينالوا جزائهم العادل.
27 شباط / فبراير 2018
مركز “عدل” لحقوق الإنسان
أيميل المركز:adelhrc1@gmail.com
الموقع الإلكتروني: www.adelhr.org