قلق الأمم المتحدة من بيانات الوكالات الدولية بشأن التغيير المناخي

الجمعة،30 آذار(مارس)،2018

أكد الأمين العام للأمم المتحدة إن تغير المناخ هو أكبر تهديد منهجي يواجه البشرية، واصفاً البيانات الأخيرة الصادرة عن وكالات دولية بشأن التغير المناخي بأنها طوفان من المعلومات أدى إلى عاصفة من القلق.
وتفيد البيانات الصادرة من المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، والبنك الدولي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار وتيرة التغير المناخي بلا هوادة.
وفي لقاء مع الصحفيين لتسليط الضوء على هذه المشكلة، أشار أنطونيو غوتيرس إلى عدة تطورات مقلقة خلال عام 2017 منها وصول التكلفة الاقتصادية للكوارث المرتبطة بالمناخ إلى رقم غير مسبوق يبلغ ( 320 ) مليار دولار.
كما كان موسم الأعاصير في منطقة الكاريبي الأكثر تكلفة على الإطلاق، مما أدى إلى محو مكاسب تنموية حققت على مدى عقود، في لحظة واحدة. وفي جنوب آسيا تضرر ( 41 ) مليون شخص من الفيضانات. وفي أفريقيا أجبر الجفاف الشديد نحو ( 900 ) ألف شخص على الفرار من ديارهم. وتسببت الحرائق البرية في إحداث دمار حول العالم.
وقال غوتيرس إن استهلاك الوقود الأحفوري (مثل النفط) ارتفع العام الماضي وشكل حوالي ( 70% ) من زيادة الطلب على الطاقة على المستوى العالمي. وأشار إلى ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز إلى أعلى مستوياتها منذ ( 800 ) ألف عام.
“عندما اعتمد اتفاق باريس حول تغير المناخ، كنا نفترض أن البشر قادرون على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، والسعي لفعل أكثر من ذلك ليكون الارتفاع ( 1.5 ) درجة مئوية. ولكن العلماء يشعرون بالقلق الآن بشأن إمكانية عدم تحقيق هدف اتفاق باريس إلا إذا تم الإسراع بوتيرة العمل بحلول عام 2020”.
وقال الأمين العام إنه يتساءل: “كم من أجراس الإنذار الأخرى، يجب أن تدق قبل أن ينهض العالم للتصدي لهذا التحدي”؟
وأشار غوتيرس إلى صعوبات حشد ( 100 ) مليار دولار سنويا، تم التعهد بها لدعم جهود مكافحة تغير المناخ. وقال: “إن تكلفة التقاعس عن العمل أكبر بكثير”.
“التكنولوجيا في صفنا. التقدم التكنولوجي يواصل توليد الحلول. الطاقة النظيفة الخضراء تتوفر بأسعار معقولة وأصبحت قادرة على المنافسة أكثر من أي وقت مضى. ولكننا ما زلنا نشهد تقديم الدعم الهائل للوقود الأحفوري، بما يعيق إحداث تحول في مجال الطاقة…. وكما أشار الكثيرون فإن العصر الحجري لم ينته بسبب نفاد الحجارة من العالم، ولكنه انتهى بسبب وجود بدائل أفضل. وينطبق الشيء نفسه على الوقود الأحفوري”.
وشدد الأمين العام على الحاجة لخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة ( 25% ) على الأقل بحلول عام 2020
واختتم غوتيرس كلمته بالقول “إن عام 2017 كان ممتلئا بالفوضى المناخية، وقد جلب عام 2018 المزيد على نفس المنوال.” وأضاف أن تغير المناخ ما زال يتحرك بوتيرة أسرع من جهود البشر. وذكر أن العالم بحاجة إلى “سباق إلى القمة، بإرادة سياسية وابتكار وتمويل وشراكة”. مشدداً على قناعته بأن البشر يملكون ما يلزم للتغلب على هذا التحدي.