جريمة تؤكد المعارضة السورية أن قوات النظام ارتكبتها يوم 4 أبريل/نيسان 2017 في مدينة خان شيخون بريف إدلب غربي سوريا، واستخدمت فيها غاز السارين السام، وخلفت مقتل أكثر من مئة مدني، وأكثر من أربعمئة جريح معظمهم من الأطفال، بحسب ما أكدته مديرية صحة إدلب.
أكد بيان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن طائرات النظام الحربية استخدمت صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض غاز السارين، مما تسبب في سقوط ذلك العدد الكبير من القتلى والجرحى.
ميثاق جنيف
وشبّه البيان الجريمة في خان شيخون بتلك التي وقعت في الغوطة الشرقية لدمشق صيف العام 2013، والتي مررها المجتمع الدولي دون حساب أو عقاب.
ويشير الائتلاف السوري المعارض إلى أن استخدام النظام للغازات الكيميائية والسامة والمحرمة، وارتكاب جرائم الحرب وقصف المناطق المدنية، يمثل خرقا لميثاق جنيف ولقرارات مجلس الأمن أرقام 2118 و2209 و2235 و2254.
ودعا الائتلاف إلى تفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118، التي تنص على أنه في حال عدم امتثال النظام السوري للقرار، بما يشمل نقل الأسلحة الكيميائية أو استخدامها، فإنه يتم فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وطالب الائتلاف السوري مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة، وفتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين المتورطين فيها وفق الفصل السابع، مؤكداً أن الفشل في القيام بذلك سيُفهم كرسالة مباركة للنظام على أفعاله، وبالتالي بمثابة صمت دولي وربما تورط في المسؤولية عن تلك الجرائم.
وغاز السارين السام هو أحد غازات الأعصاب الصناعية، وقد استعمل منذ العام 1938 في ألمانيا لقتل الحشرات، وهو مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية.
وسبق لقوات النظام السوري أن استخدمت غاز السارين أو غاز الأعصاب في حق سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية يوم 21 أغسطس/آب 2013، مما تسبب في مقتل أكثر من ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال.
واعترفت سوريا لأول مرة بامتلاكها أسلحة كيميائية وبيولوجية في يوليو/تموز 2012، عندما قالت إنها يمكن أن تلجأ إلى استخدامها عندما تواجه هجوما خارجيا، لكنها تراجعت في وقت لاحق من نفس العام لتؤكد أنها لن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها ولا حتى ضد إسرائيل.
وبعدما حصل في خان شيخون يوم 4 أبريل/نيسان 2017، نقلت وكالة رويترز عن مصدر من الجيش السوري نفيه استخدام قوات الحكومة لمثل هذه الأسلحة، وقال إن الجيش “ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية ولا يستخدمها، ولم يستخدمها سابقا”.
———
الجزيرة الاكترونية