الفيدرالية التي يخشاها بعض السوريين

عمران منصور

الفيدرالية التي يخشاها بعض السوريين تعتبر من أهم وأفضل الأنظمة التي يمكن أن تُخرج السوريين من الصراع المستمر منذ أكثر من تسع سنوات.

الفيدرالية في المفهوم القانوني اتحاد طوعي بين أقاليم يجمعها المصير المشترك، أي التعايش المشترك بين شعوب وطوائف وأقليات أو بين الشعب الواحد في أقاليم متعددة كما الحال هو في المانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو اتحاد اختياري بين هذه الشعوب في الحق في تقرير مصيرها، كما هو منصوص عليه في العهود والمواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

الفيدرالية فكرة قديمة وحدت أمريكا الدولة العظمى اليوم وهي نظام قائم فيها منذ 1787.

الدولة الفيدرالية أو الاتحادية هي دولة تتضمن كيانات دستورية متعددة لكن نظامها القانوني يتمتع بالخصوصية والاستقلال الذاتي وتخضع هذه الكيانات للدستور الفيدرالي الاتحادي باعتباره الناظم للعلاقة بين الكيانات المتحدة (السياسية والقانونية).

ونلاحظ أن أمريكا تستمد قوتها من نظامها الفيدرالي ودستور قوي بقواعده الناظمة للعلاقة بين الكيانات المكونة لها ومن احترامها لدستورها، كما أن الفيدرالية نظام ديمقراطي تعددي برلماني، فهو التعايش الاختياري القائم على أسس واضحة من المساواة في الحقوق والواجبات، وهو نظام ضامن إذ يجمع بين المساواة في الحقوق بين الأفراد في الدولة من جهة ومن جهة أخرى يضمن الاستقلال الذاتي بين الأقاليم بما يخدم المكونات التي تسكنها مع الحفاظ على الخصوصية لكل شعب في كل إقليم.

قبل طرح الفيدرالية لسوريا المستقبل نتذكر أن سوريا هي احدى مخلفات انهيار الإمبراطورية العثمانية، والتي انتجت الخريطة السياسية الحالية للشرق الأوسط التي كانت نتيجة لاتفاقية سرية بين البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرانسوا جورج بيكو في شهر مايو لعام 1916 والتي كانت سوريا الحالية بخريطتها الحالية جزء منها.

نتيجة اتحاد بين الولايات العثمانية [حلب ـ دمشق ـ العلوية ـ الدروز] إضافة الى لبنان، أنتجت الاتفاقية خللاً و مشكلات أيديولوجية عميقة، ضاربة بعرض الحائط التركيبة الحقيقة لسكان المنطقة [الطائفية والعشائرية والثقافية المتشابكة بين الدول الأربع الوليدة [ تركيا وسوريا والعراق وايران] مغفلين حق تقرير المصير لشعوب المنطقة فكان الخلل الذي سبب مشاكل مستدامة وأنتجت كوارث ومجازر طالت أجيالا كاملة ودمرت البنية الاجتماعية في المنطقة نتيجة غصب الشعوب على العيش المشترك ضمن حدود جغرافية مرسومة لا تكترث لحقيقة الاختلاف في الثقافات واللغات بين شعوب المنطقة.

عند إقرار الانتداب الفرنسي في عام 1919 على سوريا الكبرى، أحس الفرنسيون بان المنطقة لن تستقر ولن تكون في وحدة إجبارية في ظل هذه الاختلافات، فأعلنوا تقسيم سوريا على أسس طائفية الى ست دويلات مستقلة لكل منها علم ونظام خاص بها وبحدود خاصة بها وهي [دولة دمشق ودولة حلب والدولة العلوية ودولة لبنان الكبير ولحقهم دولة جبل الدروز ولواء الإسكندرونة المستقل بعد ذلك بعام] تم إغفال الكرد مرة أخرى لأسباب عديدة ولكن كان للكرد شأن عظيم في سوريا فقد حكموا سوريا الى جانب المكونات الأخرى في دولة سوريا آن ذاك.

لا يختلف السوريون اليوم أن سوريا هي مجموعة ناتجة عن اتحاد عدة شعوب، ولكن السؤال العريض الذي يُطرح هو: هل من الممكن إعادة إنتاج دولة بنيت على خطأ وتكرار نفس الخطأ في إجبار هذه المكونات على العيش مع بعضها ضمن حدود واحدة وبدولة مركزية ودستور لا يقبل تعدد اللغات والثقافات ورئيس غير مسلم، وبالتالي إعادة الحال الى ما قبل عام ٢٠١١ وبالتالي العودة الى عدم الاستقرار وإنشاء أجيال مشوهة ثقافياً وسياسياً؟

إننا أمام تحديد مستقبل خطير للأجيال القادمة في ظل اللجنة الدستورية التي تحاول كتابة دستور لسوريا المستقبل بعد سيل من دماء السوريين.

لهذه الأسباب وغيرها لا يمكن إنتاج دولة بنظام مركزي في سوريا تتحكم بها فئة معينة، وفي ظل هذه الاختلافات بين الشعوب التي تسكن في الحدود السياسية الحالية لسوريا، لا يمكن الجمع بينها في دولة مركزية دون نظام فيدرالي يناسب الجميع.

 من المهم أن نذكر أن الخارطة الدولية في تغير مستمر وتُظهر الحالة اليوغسلافية ولادة دولة جديدة باسم كوسوفو على الخريطة الدولية الحالية فقد كانت كوسوفو منطقة حكم ذاتي ضمن صربيا حتى 17 فبراير 2008 ووصل عدد الدول المعترفة باستقلالها الى 100 دولة، ومؤخراً ولادة دولة جنوب السودان، وبعد غزو العراق للكويت تغير نظام دولة العراق الى العراق الفيدرالي وحصل الكرد على خصوصية وحكومة معترفة دولياً بعد نضال استمر لعقود ودفع الكرد فاتورة باهظة الثمن.

 يتطلع الكرد في سوريا الى حقوقهم القومية منذ عام 1957 في سوريا السياسية واليوم يطالبون بنظام فيدرالي في سوريا يحقق لهم الخصوصية القومية ضمن الحدود السياسية الحالية لسوريا وُفق العهود والمواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة بما لا يخالف الأمن والسلم الدولي في المنطقة والتي تتعرض مُسبقاً لهزات من الحروب الأهلية، ويعتقد الكرد أن المشروع الفيدرالي لسوريا سيخدم جميع المكونات والشعوب السورية ويدفع الى الاستقرار للجميع في ظل دستور مُحكم ورصين.

يختلف الكرد عن باقي المكونات السورية التي تتطلع الى كرسي الحكم في سوريا وإدارة البلاد، فالكرد في سوريا لا يحملون أي أحلام في رئاسة سوريا بعكس الطائفة العلوية والسنية التي تحارب بعضها أيديولوجيا بأسلحة فتاكة سببت شرخاً كبيراً لا يمكن معالجته مع بقاء نظام مركزي في سوريا.

أدت التدخلات العسكرية من تركيا مؤخراً ومن إيران وروسيا قبلها والتواجد الأمريكي والفرنسي والبريطاني على الأراضي السورية واقتطاع قاعدة التنف بشكل نهائي من الأراضي السورية الى التأكيد أن سوريا مقسمة فعلياً بإعادة الحدود على أسس طائفية وعرقية بشكل لا يدع مجال للشك أن المشاكل المستدامة مستمرة ولا يمكن استقرار المنطقة بدون تغير وجه المنطقة كما حصل في أوروبا الشرقية في بداية التسعينات من القرن الماضي. ولكن من الواضح أن عدم تقبل المجتمع الدولي المتمثل بالدول العظمى لفكرة تقسيم سوريا والاعتراف بالكيانات الناتجةـ دفع قادة سوريا بجميع مكوناتها الى عدم الطلب رسمياً بالاستقلال عن سوريا أو حتى تقبل فكرة الطرح على المجتمع الدولي، مما سبب باستدامة الصراع.

فلن تقبل هذه الطوائف بالعودة خطوة واحدة الى الوراء أو العيش تحت حكم عائلة الأسد من جهة ومن جهة أخرى تدرك هذه القوة أن المجتمع الدولي غير مستعدة للاعتراف بها ولكن لا تدرك هذه الفصائل والسلطة في دمشق أن القوات العسكرية التي تواجدت على الأراضي السورية لأسباب عديدة لن تقبل بمغادرة الأراضي السورية باي شكل من الأشكال وتسعى الى إيجاد مبررات قانونية لتواجدها لأسباب تتعلق بعدم مخالفتها للقانون الدولي بما يضمن مصالحها الجيوسياسية في منطقة تُعتبر ملتقى طرق هامة بين القارات الثلاث.

كما لا يمكن معالجة مشكلة الإرهاب والكراهية في ظل الحفاظ على الأنظمة التي نشرت التطرف والإرهاب، فتركيا التي تراجع فيها حقوق الإنسان وتحاول تقسم المنطقة وتحتلها عن طريق الفصائل الإسلامية المتشددة بتوافق روسي وأمريكي وترفع علمها وتستعمل عملتها ومناهجها التركية للدراسة اقل تأثيرا ودموية من الصراع الجيوسياسي الديني بين السنة من جهة والإيراني [الشيعي ـ العلوي] من جهة أخرى، فهذه المشاكل تتعدى الفيدرالية كحل لإيجاد الاستقرار في سوريا والمنطقة وتتعدى الحدود، و لا يمكن لاي سوري عاش في سوريا أن ينسى أن النظام الحاكم في سوريا حافظ على التقسيم بين الشعوب في سوريا في ظل حكمه إذ ظهر التقسيم جلياً بعد الصراع السوري، فالسوري لا يعرف عمق القضية الكردية في السورية ولا يدرك خصوصية الطائفة الدرزية و لا خصوصية الطائفة الإسماعلية وظهر مؤخراً من خلال مؤتمر خاص بالإخوة المسيحيين في باريس ليؤكد أن الطوائف تحاول إظهار خصوصيتها وتطالب بالحفاظ على هذه الخصوصية.

 من خلال هذا الضعف في الروح السورية الجامعة للجميع سُهلت عملية دخول القوات الأجنبية واحتماء كل طائفة بقوة عسكرية أجنبية للحفاظ على وجودها والتي بدأت بخطوة من النظام المتمثل بالطائفة العلوية الذي استعان بالقوات الإيرانية والروسية وغيرها في سبيل الحفاظ على كرسي الحكم وثروته التي جمعها خلال أكثر من 45 سنة من حكم سوريا.

الفيدرالية لنظام حكم لسوريا:

 تحتاج المكونات السورية الى نظام حكم فيدرالي يفصل بين هذه الشعوب ويحافظ على خصوصية كل شعب وطائفة ولكن هل سيكون التقسيم لأقاليم على أسس جغرافية أم على أسس طائفية؟! ومن ناحية أخرى كيف سيتم تناول توزيع الاختصاصات في النظام الفيدرالي لسوريا وفق منهاج و دستور ينظم ويوزع الاختصاصات التشريعية و يحدد العلاقة التشريعية في الدولة السورية ويُظهر بشكل جلي مهام و حدود السلطة التنفيذية ولا يتجزأ من ذلك تشريع خاص بالموارد المالية وتوزيعها ونسبتها لكل الأقاليم هذه هي مهمة اللجنة الدستورية التي تحمل على عاتقها إيجاد حياة مستقرة بسلام للأجيال القادمة بوضع دستور بقواعد واضحة و متينة تجمع السوريين بالتراضي ضمن الحدود الحالية و هذا يتطلب تعديل قانون الإدارة المحلية لسوريا، فسوريا التي تتألف من 14 محافظة تحتاج الى تقسيم إداري جديد. لاعتقادي أن الأرجح هو تقسيم جغرافي لسوريا بتحديد خمسة أقاليم ولكل إقليم خصوصية ومنها إقليم كردستان سوريا الذي يضم الى جانب الكرد طوائف أخرى من الإخوة الذين يعيشون بدون أي مشاكل، فالكرد قومية متجذرة على أرضها و لا تتبع أيديولوجية سنية أو شيعية أو مسيحية و الكل يعرف أن الكرد يتجنبون أيديولوجية دينية ويعتبرون أن الأولوية هي للقومية الكردية وحل القضية الكردية ضمن حدود إقليمهم ولا يحملون أي أطماع خارج حدود كردستان سوريا، و لكن يقع على عاتق الكرد طرح مشروع الفيدرالية لكل سوريا وهذا يتطلب [استحداث “المجلس الاتحادي” ليكون السلطة التشريعية العليا في البلاد] التي تشرع المرحلة المؤقتة التي تمهد لانتخابات حرة و بتشريع قانون انتخابات جديد يناسب الأقاليم ومن ناحية أخرى يتطلب من الأقاليم أن تلتف حول دمشق كعاصمة لسوريا وان يتمتع إقليم دمشق الذي يعتبر المحور لإدارة النظام الفيدرالي و يتمتع بخصوصية يضم جميع ممثلين عن الأقاليم باستقلالية عن أي طائفة أو شعب في سوريا ويكون مركز لحماية النظام الفيدرالي وملجأ لحل الخلافات ومركز لتحقيق العدالة في حال حدوث نزاع بين الأقاليم ومكان للمحكمة العليا التي تفصل في الخلافات والنزاعات التي تنشأ عن اختلاف في تفسير الدستور أو الفهم الخاطئ لتفسير التشريعات الصادرة عن البرلمان بمجلسيه وممثلي الأقاليم.

تحتاج سوريا الى المزيد من التجديد وإعادة تأهيل قواعدها القانونية بما يتناسب مع علاقتها مع دول الجوار وعلاقة الأقاليم فيما بينها.

من موقع: كوردستان 24

شوكة إردوغان ستنكسر في ليبيا

مهرة سعيد المهيري

من سوريا إلى العراق ثم ليبيا، تمتد أيادي تركيا لتتدخل فيما لا يعنيها، لتشعل أزمات وتدعم جماعات على حساب أخرى، حتى وإن كان هذا يعني انتشار الإرهاب والدمار.
قد يفهم البعض دوافع تركيا للتدخل في سوريا أو العراق، فهناك حدود تجمعها مع البلدين، وأزمات طاحنة تدور فيهما، قد تشكل ذريعة لتدخلها، رغم أن القانون الدولي لا يجيز ذلك بل يجرّمه. ولكن ماذا بشأن ليبيا؟ البلد البعيد آلاف الكيلومترات عن الأراضي التركية، والذي يعاني أصلاً من مشكلات تمزقها.
لا نحتاج إلى الكثير من التمعن لندرك أن مشروع الإخوان هو المحرك الحقيقي لإردوغان. لكننا لا نستطيع إلا أن نلاحظ أن مشروع الإخوان هذا هو عجلة يحمل عليها اليوم مشروعه الإقليمي في منطقة البحر المتوسط. إردوغان الموهوم بالتاريخ، يريد أن يستعيد عصر السلطنة العثمانية الذي استنزف العالم العربي لقرون.
الهدف من تدخل تركيا في الشأن السوري، هو نفسه الذي يحرّكها للتدخل في ليبيا. دعم مشروع الإخوان تحول إلى دعم بواسطة الميليشيات المسلحة. إردوغان يبعث جيشه الانكشاري الجديد إلى مناطق الاضطرابات ويستفيد منه. الانكشاريون الجدد هم المتشددون الذين كانت حرب سوريا ساحة تدريب لهم، وها هم يستثمرون في أزمات أخرى، ستعود عليهم بالخسران.
هناك مصالح تركية في ليبيا متمثلة بعقود تم توقيعها منذ عام 2010 في مجالات اقتصادية وتنموية، وبالتالي فإن تركيا تخشى على مصالحها في ليبيا، من دون أن تدرك أن ما تقوم به يضر بعلاقاتها مع ليبيا، وبالتالي فإنه سيضر باقتصادها المتضرر أصلاً. التدخلات التركية لا تعود بالنفع على البلاد أو الشعب التركي بأي شكل من الأشكال.
سعت تركيا إلى تمكين الإخوان من حكم البلاد والسيطرة على مقدرات الدولة الليبية. منحت عناصر الجماعة الإرهابية في ليبيا، ممن يمثلون حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، فرصة الاستيلاء على مقدرات البلاد. وحين تصدى لهم الجيش الليبي، وصار واضحاً اقتراب النهاية، تم الإعلان عن إرسال قوات تركية إلى ليبيا أولاً، ولكن الحقيقة هي إرسال الانكشاريين الجدد ممن تم تجميعهم في ساحات التدريب السورية على أسس عرقية ودينية.
الانكشارية الآن في ليبيا، وإردوغان يقول إنهم هناك لمحاربة الإرهاب. كيف يستقيم هذا؟ إرسال الإرهابيين لمحاربة إرهابيين، على افتراض تصديق هذا التضليل بأن الجيش الليبي غطاء؟ ننصت يومياً لتصريحات المسؤولين الأتراك. هم يريدون أن يكرروا التجربة الإيرانية نفسها بالتمدد في المنطقة. وكما صار الفشل الإيراني ظاهراً اليوم، فإن فشل إردوغان لا يمكن أن يختبئ من وراء دعاية إخوانية صارت أكثر من مفضوحة. شوكة إردوغان مكسورة. لعله يتعظ من التاريخ الذي يحاضر على المنطقة من كتبه الكثيرة والتجارب الفياضة فيه.
– كاتبة إماراتية

الشرق الأوسط

داعش لاينتهي بانتهائه جغرافياً

متابعة: مركزعدل لحقوق الإنسان:

داعش أحد التنظيمات الأكثر قدرة على إعادة ظهورها وعملياتها في بلدان هشّة تعاني مجتمعاتها التفكك والضعف الاجتماعي والاقتصادي.

يؤكد هذا الأمر كثيرٌ من الخبراء والمسؤولون العسكريون، فداعش إذا كان قد فقد جغرافيته والمدن التي سيطر عليها إلا أنه يستطيع إعادة تجميع نفسه والظهور بقوة والقيام بعمليات إرهابية.

قال القيادي الثاني في التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في العراق وسورية، الجنرال الأميركي أليكسوس غرينكويتش: “ما زال بالتأكيد يشكل خطرا”، محذرا بأن “لديه القدرة على الظهور مجددا إن أزلنا الضغط عنه لوقت طويل”.

وكالات الأنباء

الشفافية الدولية: أربع دول عربية ضمن الدول “الأشد فسادا” في العالم

الشفافية الدولية: أربع دول عربية ضمن الدول “الأشد فسادا” في العالم

متابعة مركز “عدل” لحقوق الإنسان

حلت أربع دول عربية ضمن قائمة أشد عشر دول فسادا في العالم، وفق التقرير السنوي لمؤشرات مدركات الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، وهي: “السودان، ليبيا، اليمن، سوريا”. ورصد التقرير تراجع سوريا بـ(ـ 13 )نقطة، مقارنة بعام 2012. كما تراجع اليمن ثماني نقاط خلال الفترة ذاتها.

ويذكر أن حساب المؤشر لا يتناول معطيات مثل سجل حقوق الإنسان، أو القيود المفروضة على الصحفيين والنشطاء السياسيين والمعارضة، والمواطنين بشكل عام، حيث أنه – المؤشر – يعتمد على تقييم الدول وفق مقياس من مئة نقطة، بحيث يقل الفساد كلما زادت أعداد النقاط التي حصلت عليها الدولة.

وشمل المؤشر ( 180 ) دولة، ثلثها فقط حصل على أكثر من خمسين نقطة، حيث قُسمت الدول إلى ست مناطق، هي الأمريكيتين وغرب أوروبا والاتحاد الأوروبي، والصحراء الأفريقية، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشرق أوروبا وآسيا الوسطي، وشرق آسيا والمحيط الهادي.

وكانت دول غرب أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي هي الأقل فسادا، إذ حل في المراكز الخمسة الأولى الدنمارك، ثم نيوزيلندا، ثم فنلندا، ثم سنغافورة، ثم السويد.

ويركز مؤشر مدركات الفساد لعام 2019 على العلاقة بين السياسة والمال والفساد، ويستند على بيانات حول شفافية تمويل الحملات السياسية ووصول الجمهور إلى عملية اتخاذ القرار.

وخرج التقرير بسبع توصيات لإنهاء الفساد عالميا واستعادة الثقة في السياسات الحكومية ومكافحة الفساد السياسي. وهي: التضييق على فرص تضارب المصالح، ومراقبة التمويل السياسي، وتعزيز نزاهة الانتخابات، وتنظيم أنشطة الحشد الانتخابي، والتصدي للمعاملات التفضيلية والمحسوبية، وتمكين المواطنين من القرار السياسي ومعرفة حقوقهم المدنية والسياسية، وإرساء المراقبة والمحاسبة.

المصدر: وكالات

“اليونسكو” تحيي يوم 24 كانون الثاني/يناير اليوم الدولي للتعليم

“اليونسكو” تحيي يوم 24 كانون الثاني/يناير اليوم الدولي للتعليم

متابعة مركز “عدل” لحقوق الإنسان

تحيي المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” يوم 24 كانون الثاني/يناير، من كل عام اليوم الدولي للتعليم ، ويركز احتفال هذا العام 2020 على “التعلم من أجل الناس والكوكب والرخاء والسلام”، حيث يهدف إلى إعادة تأكيد دور التعليم كحق أساسي وصالح عام، والطرق التي يمكن من خلالها تمكين الناس والحفاظ على الكوكب وبناء الرخاء المشترك وتعزيز السلام.

والتعليم حق من حقوق الإنسان، وصالح عام ومسؤولية عامة، وبدون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي قد تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركب.

وما زال ( 258 ) مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك ( 617 ) مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 كانون الأول/ديسمبر 2018 القرار ( 25/ 73 ) الذي شاركت في إعداده نيجيريا و(58) دولة أخرى، باعتبار يوم 24 كانون الثاني/يناير يومًا دوليًا للتعليم في إطار الاحتفال بالتعليم من أجل السلام والتنمية.. وأعاد المجتمع الدولي التأكيد على أن التعليم يضطلع بدور أساسي في بناء مجتمعات مستدامة ومرنة، فضلا عن أنه يسهم في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

وكشف التقرير العالمي الرابع بشأن تعلم الكبار الصادر عن “اليونسكو”، أن نسبة البالغين ممن تزيد أعمارهم على ( 15 ) عامًا يشاركون في برامج خاصة بالتعليم والتعلم، أقل بقليل من ( 5% ) في ثلث بلدان العالم تقريبًا.. ، إذ لايحظى الكبار ذوو الإعاقة وكبار السن واللاجئون والمهاجرون والأقليات والشرائح الاجتماعية المحرومة بالتمثيل الكافي في برامج تعليم الكبار، ويحرمون من الانتفاع بفرص تعلم الكبار الأساسية بالنسبة إليهم.

ويرصد التقرير – الذي أصدره معهد اليونسكو للتعلم مدي الحياة – مدى تنفيذ الدول الأعضاء في “اليونسكو” التزاماتها الدولية المتعلقة بتعلم الكبار وتعليمهم، ويدعو إلى إحداث تغيير كبير في نهج تعلم الكبار وتعليمهم بالاستناد إلى استثمار كاف يضمن فرصة للجميع للاستفادة من برامج تعلم الكبار وتعليمهم، كما يضمن تحقيق المساهمة الكاملة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

ويشدد التقرير على الحاجة إلى زيادة الاستثمارات الوطنية في مجال تعلم الكبار وتعليمهم، وتخفيض رسوم التسجيل، والتوعية بفوائده وتحسين عملية جمع البيانات ورصدها ولا سيما بالنسبة إلى الفئات المحرومة.

وعلى الرغم من قلة عدد المشاركين في البرامج التعليمية عمومًا، فإن أكثر من نصف البلدان المجيبة (57% من أصل 152 بلدًا قدمت معلومات عن هذا الموضوع) سجلت زيادة في نسبة المشاركة العامة في برامج تعلم الكبار وتعليمهم بين عامي 2015 و2018، كما سجلت البلدان المنخفضة الدخل أعلى نسبة زيادة في المشاركة في برامج تعلم الكبار وتعليمهم (73%)، تليها البلدان المتوسطة الدخل من الشريحتين الدنيا والعليا (61% و62% ).

وسجلت أعلى نسبة زيادة في المشاركة ببرامج تعلم الكبار وتعليمهم في أفريقيا جنوب الصحراء (72% من المجيبين)، تليها بلدان المنطقة العربية (67%)، ثم أمريكا اللاتينية والكاريبي (60%) وآسيا والمحيط الهادي (49%) .. ، وسجلت أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية أقل نسبة في زيادة المشاركة (38%) على الرغم من أنها بدأت بمستويات أعلى.

وتظهر البيانات استمرار أوجه التفاوت العميقة في المشاركة في برامج تعلم الكبار وتعليمهم، كما تبين عدم الوصول إلى الفئات الرئيسية المستهدفة مثل الكبار ذوي الإعاقة وكبار السن والأقليات والكبار الذين يعيشون في بلدان متأثرة بالنزاعات.

ويوضح التقرير العالمي أن نسبة مشاركة النساء في برامج تعلم الكبار وتعليمهم، حققت زيادة في ( 59 % ) من البلدان المشاركة في التقرير منذ عام 2015 .. ، ففي بعض أنحاء العالم، لا تحظى النساء والفتيات حتى الآن بقدرٍ كافٍ من التعليم، ولا سيما التدريب التقني، فتكتسبن بذلك مهارات قليلة وفرصًا ضئيلة لإيجاد عمل والإسهام في مجتمعاتهن، مما يتسبب في خسارة اقتصادية لبلدانهن.

ولفت التقرير إلى إحراز ثلاثة أرباع البلدان تقدمًا في جودة التعليم منذ عام 2015، ولوحظ إحراز التقدم النوعي في المناهج والتقييم وأساليب التعليم وظروف عمل المدرسين.. ، ولكن يكاد التقدم المحرز في مجال تعليم المواطنة لا يذكر، على الرغم من أنها أساسية في تعزيز الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والتضامن وحمايتها، إذ لا تزيد نسبة البلدان التي أحرزت تقدمًا نوعيًا في هذا المجال على (3%).

ويبين التقرير أن الإنفاق على تعلم الكبار وتعليمهم خلال السنوات العشر الأخيرة، لم يكن بالقدر الكافي، وهذا لا ينحصر في البلدان منخفضة الدخل وحسب وإنما ينطبق كذلك على البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا والبلدان المرتفعة الدخل .. ، وأشارت (20% ) من الدول الأعضاء إلى إنفاقها أقل من نصف في المائة من ميزانية التعليم على تعلم الكبار وتعليمهم، في حين أشار ( 14% ) من الدول الأعضاء إلى إنفاق أقل من ( 1 % ) لهذا الغرض.

وتشير المعلومات إلى فشل العديد من البلدان في تنفيذ الزيادة المزمعة في تمويل تعلم الكبار وتعليمهم المقترح في التقرير العالمي الثالث ، كما تبين أن هذا النوع من التعليم ما زال لا يحظى بالتمويل الكافي، كما أن الاستثمار الضعيف في هذا المجال يؤثر إلى حد كبير في الكبار الذين ينتمون إلى الفئات المحرومة، فضلًا عن أن نقص التمويل يعيق تنفيذ سياسات جديدة وممارسات إدارية فعالة.

وأظهرت بيانات جديدة صادرة عن معهد اليونسكو للإحصاء بخصوص تعليم الأطفال والمراهين ، أن هناك ( 617 ) طفلًا ومراهقًا حول العالم يفتقرون للحد الأدنى من الكفاءة على صعيد مهارات القراءة والحساب، ما يشير إلى وجود “أزمة تعلمية” وفقًا للمعهد، مما قد يهدد التقدم في تنفيذ خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وتظهر البيانات المفصلة أن أكثر من ( 387 ) مليون طفل في مرحلة التعليم الابتدائي (56%) ، و(230 ) مليون مراهق في مرحلة التعليم الإعدادي (61%)، لن يحققوا الحد الأدنى من مستويات الكفاءة على صعيد القراءة والمهارات الحسابية.

وما يبعث على الدهشة الكبيرة والأكثر مدعاة للقلق هو أن ثلثي الأطفال الذين لا يتلقون التعليم ملتحقون بالمدارس.. فمن بين ( 387 ) مليون طفل في المرحلة الابتدائية، الذين لا يجيدون القراءة، ( 262 ) مليون طفل ملتحقين بالمدارس.. ، كما أن هناك قرابة ( 137 ) مليون مراهق في المرحلة الإعدادية وملتحقين بالمدارس ولكنهم غير قادرين على بلوغ الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة.

وترجح البيانات أن الأعداد الجديدة تعود إلى ( 3 ) مشاكل رئيسة أولاً: عدم الحصول على التعليم، حيث أن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس يمتلكون فرصة ضئيلة أو معدومة لتحقيق الحد الأدنى من الكفاءة.. ثانيًا: العجز عن إبقاء جميع الأطفال في المدارس وإبقائهم على المسار الصحيح..، وثالثا: تتمثل المشكلة في مسألة جودة التعليم الذي يقدّم في قاعات الدراسة.

المصدر: وكالات

العفو الدولية تناشد ميركل الدفاع عن الناشطين في تركيا

العفو الدولية تناشد ميركل الدفاع عن الناشطين في تركيا

متابعة مركز “عدل” لحقوق الإنسان

ناشدت منظمة العفو الدولية المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قبل زيارتها لتركيا الدفاع عن ناشطي حقوق الإنسان في تركيا مثل رجل الأعمال عثمان كافالا المحتجز في تركيا وغيره من الناشطين.

وقال أندريو جرادنر الخبير المعني بشؤون تركيا بمنظمة العفو الدولية لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس 23 كانون الثاني/يناير: “يجب أن تكون الخطوات الملموسة لإنهاء القمع ضد نشطاء حقوق الإنسان محور المباحثات بين أنجيلا ميركل والرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)”. مؤكدة: أهمية إطلاق سراح كافالا وناشطي حقوق الإنسان الذين يواجهون اتهامات مثل الرئيس الشرفي لفرع منظمة العفو الدولية في تركيا تانر كيليش.

ويقبع كافالا في الحبس الاحتياطي منذ أكثر من عامين. وأمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بإطلاق سراحه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ومع ذلك تجاهل القضاء التركي الحكم وظل كافالا في الحبس. ويتم اتهام كافالا و(15 ) شخصا آخرين بالضلوع في محاولة انقلاب في إطار احتجاجات جيزي المنتقدة للحكومة التركية في عام 2013.

وفي إطار قضية أخرى أثارت الانتباه عالميا، تم اتهام الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر الذي كان محتجزا في تركيا وعشرة ناشطين حقوقيين آخرين على خلفية اتهامات متعلقة بالإرهاب. ومن المنتظر صدور حكم في هذه القضية في شباط/فبراير القادم.

ويتعرض منتقدو الحكومة التركية وصحفيون لضغوط ،لاسيما منذ إخفاق محاولة الانقلاب في تركيا في تموز/يوليو عام 2016. وتمت إدانة عاملين بصحيفة تركية معارضة والحكم عليهم بالسجن بتهمة الإرهاب.

هذا وسوف تلتقي ميركل بالرئيس التركي يوم غدا الجمعة 24 كانون الثاني/ يناير، في اسطنبول. ويأتي على جدول زيارة المستشارة الألمانية لقاء ممثلي المجتمع المدني، من بينهم – بحسب معلومات (د ب أ)- المحامي فيسيل أوك الذي دافع عن الصحفي الألماني دينيز يوجيل الذي كان معتقلا في الماضي في اسطنبول.

المصدر: وكالات

الأمين العام للأمم المتحدة يستعرض الحلول لهزيمة أربعة مهددات تواجه العالم

الأمين العام للأمم المتحدة يستعرض الحلول لهزيمة أربعة مهددات تواجه العالم

متابعة مركز “عدل” لحقوق الإنسان

استعرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في إحاطة غير رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء 22 كانون الثاني/يناير، أربعة مهددات تواجه التقدم البشري في العام الجاري 2020.
وأفاد أن هذه التهديدات في تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتنامي أزمة المُناخ الوجودية الحرجة، وتزايد انعدام الثقة عالميا، وتحديات التأثيرات السالبة للتقدم التكنولوجي.
وأوضح غوتيريش لمجموعة الدول الأعضاء أن الاحتفاء بما تم إنجازه ينبغي أن يكون بالتطلع إلى المستقبل بأمل، ولكن يجب علينا أن نفعل ذلك دون توهُّم أيضا.
وأشار إلى التطورات الإيجابية في ملف الأمن والسلم، مثل تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا، ومؤتمر برلين الأخير فيما يخص ليبيا، وعدهما بمثابة علامات مشجعة على الأمل، مؤكدا حجم الصعوبات الماثلة.
وشدد الأمين العام على الدور الرئيسي لتدخلات الأمم المتحدة الوقائية في أبعاد عملها المتعلق بالسلام والأمن، مشيرا إلى الحاجة إلى التركيز على الأسباب الجذرية للأزمات والاضطرابات، لافتا النظر إلى وجوب التعزيز من القدرات في الوساطة، والأدوات الكفيلة بحفظ السلام، مما يؤدي إلى تنمية طويلة الأجل.
ودعا غوتيريش الدول إلى احترام حرية التجمع السلمي والتعبير، وحماية الفضاء المدني وحرية الصحافة، منوها إلى تصاعد مظاهر عدم المساواة في العديد من بلدان العالم.

المصدر: وكالات

وضع الكرد في العراق وسوريا.. مقابلة مع البروفيسور حميد بوز أرسلان

النقل عن الفرنسية: إبراهيم محمود

كيف هو تأثير تنظيم الدولة الإسلامية على كُردستان العراق؟
عموماً ، هائل هو هذا التأثير. ففي الواقع، اعتاد الكرد  سابقاً على التعامل مع الدول ، سواء أكانت العراق أو تركيا أو إيران أو حتى سوريا. وحتى في حالات الصراع الشديد أحياناً ، كان من الممكن بالنسبة لهم تحديد محاور الدولة. ورغم ذلك ، برز تنظيم الدولة الإسلامية عبر التشكيك في الحدود (التي يحددها الكرد طبعاً) ليس من خلال الاعتماد على إجراءات الدولة ، وإنما أكثر من ذلك بكثير على التشدُّد.

 وفي عامَي 2013-2014 ، اعتقد الكرد أن النزاعات السورية والعراقية كانت طائفية ولهذا لم تكن تعنيهم. وقد تخيلوا أنهم كانوا محميّين داخل أراضيهم حقاً. واُستخدمت قواتهم المسلحة لحماية حدودهم حصراً. فجأة ، أصبح هذا الصراع  نزاعاً كرديًا ، بوحشية غير مسبوقة. ولم يعد يتم التشكيك في الحدود فحسب ، وإنما تعرض الكرد أنفسهم للهجوم كمجموعة ، لا سيما المجتمع الإيزيدي. وبالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية ، كان غزو هذه الأرض ضروريًا لتشكيل الخلافة. بينما كانت لحظة أزمة رهيبة بالنسبة إلى الكرد. على سبيل المثال ، في عام 2014 ، تقاسمت كردستان العراق حدود ما يقرب من 1000 كيلومتر مع هذا التنظيم ولا شيء تقريبًا مع العراق على هذا النحو.وفي عامي 2013-2014 ، كانت كردستان نوعًا من أثينا بالنسبة إلى الكرد: نظرياً ، في أثينا ، لم يجر ِ استخدام العنف ؛ إنما انتشر العنف حدودياً. لهذا كان على كردستان أن تصبح سبارطة الشرق الأوسط عن طريق إعادة التسلح الشامل remilitarisant de manière massive.وأخيرًا ، كان تأثير الدولة الإسلامية مؤثراً كذلك، لأن تركيا اتبعت سياسة ، إن لم تكن مساندَة ، فهي بالرضا الشديد تجاه تنظيم الدولة الإسلامية. وظهر أن كل هؤلاء الآلاف من الأوربيين ، وكذلك العرب ، ممَّن انضموا إلى صفوف هذا التنظيم  مروا عبر تركيا.
كيف هو وضع الكرد في سوريا اليوم؟
بعد سقوط عفرين ، أصبح الكرد في حالة من عدَم اليقين المطلق. لقد سقطت عفرين جرّاء اللعبة الروسية ، والتي تسعى إلى إثارة أزمة بين كل من تركيا والولايات المتحدة. واليوم ، تسيطر القوات العربية – الكردية على حوالي 30 ٪ من الأراضي السورية ، وحيث إن المدن الكردية مستقرة نسبياً. سوى أن السؤال كّلياً هو ما هي السياسة الأمريكية: هل سينسحب الأمريكيون ، أم سيخلّفون مساحة لقوة ائتلافية ، أو هل سيسمحون لتركيا بدخول المنطقة؟ هذه الأسئلة لم تتم الإجابة عليها اليوم. فتشير تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة إلى أن الأميركيين لن ينسحبوا. واليوم ، لا يزال وجود الأمريكيين وحلف الناتو جلياً بالفعل. وهذا يكوّن شكلاً من الخطوط الحمراء لتركيا ، ويمنعها من التدخل. ومع ذلك ، أعتقد أنه سيف ديموقليس معلق فوق كردستان السورية: فإذا اضطر الأمريكيون للانسحاب ، لن يكون أمام الكرد السوريين خيار آخر سوى الاستسلام إلى دمشق لأنهم لن يحصلوا على إمكانية القتال على الجبهتين التركية والسورية.
وماذا نعرف عن مجتمع روجافا اليوم؟
لم يستثن النزاع السوري أحداً: إذ تورطت كل الجهات الفاعلة بطريقة أو بأخرى في وحشيتها. فتتعايش ظاهرة مزدوجة في الحالة الكردية: من ناحية ، هناك استقرار معين ، على سبيل المثال مشاركة نسائية فعلية في المجتمع ؛ ومن ناحية أخرى ، ينبغي أن ترافق هذه التجربة الكردية لإضفاء الطابع الديمقراطي عليها أكثر بكثير مما هي عليه اليوم. وواقعاً ، يكون الكرد السوريون في الوقت الراهن في نطاق البقاء. وخلف الصراع السوري ما مجموعه 500000 قتيل و 7 ملايين لاجئ و 6 ملايين نازح داخلياً. عندما نقارن كردستان ببقية البلاد ، فقد تم الحفاظ على الحياة في النهاية ، وهي معجزة بحد ذاتها.ومن الآن فصاعدًا ، إذا كانت كردستان السورية مؤمَّن عليها بالوجود الأمريكي ولم تتخلَّ عنها الديمقراطيات الغربية ، فسيكون من الضروري مرافقة هذه التجربة لتحقيقها الديمقراطي الكامل. وسيشمل ذلك تكوين مجتمع ديمقراطي حقيقي في حالة صراع لئلا يتم احتكار هذه السلطة من قبل جهة فاعلة واحدة ، وإنما يمكن بالمقابل للأطراف السياسية الفاعلة المشاركة الكاملة ؛ سوى أن كل هذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم ضمان بقاء هذا النظام.
كيف أعادت الحرب في سوريا وظهور تنظيم الدولة الإسلامية تحديد العلاقة بين الكرد السوريين والعراقيين؟
وجود النزاعات بين الكرد السوريين والعراقيين يرتبط بأسباب تاريخية وليس سياسية فقط. وفي الواقع ، أدى تقسيم كردستان في عشرينيات القرن الماضي إلى تمايز الثقافات السياسية والأوضاع السياسية واللغات السياسية. لهذا ظهر تعدُّد من الجهات الفاعلة الكردية على مستوى إقليمي ، مع وجود علاقات عنيفة للغاية في بعض الأحيان ، خاصة في الأعوام 1980-1990.وما لاحظناه منذ الألفية الجديدة (قبل وقت طويل من تنظيم الدولة الإسلامية أو الصراع السوري) هو أنه قد تشكَّل نوع من الفضاء السياسي الكردي العابر للحدود الوطنية. ولا يشكّك هذا الفضاء في وجود حدود ، إنما ينبني في الوقت نفسه على قاعدة الديناميات العابرة للحدود. وتتكون هذه المنطقة ، التي لا تحتفظ بأي ميزة قانونية أو اعتراف ما، عموماً من لاعبين رئيسين: من ناحية الحكومة الكردية الإقليمية في كردستان العراق التي يسيطر عليها البارزاني بشكل رئيس ، ومن ناحية أخرى حزب العمال الكردستاني. وهو حزب كردي من تركيا. ولهذين الحزبين علاقات متضاربة ، والتي يمكن أن تكون إيجابية ، وإنما علاقات منظمة كذلك، لأن كل جهة فاعلة تعلَم أنه يجب علينا تجنب تحوُّل هذه الصراعات إلى العنف. وبالتالي ، لم يكن هناك عنف بين الكرد منذ 2000، مع استثناءات نادرة. وكلما حدث تضارب ، تدخل آلية تنظيمية وتحكيمية في الاعتبار. وواقعاً، فإن الأميركيين على جانبي الحدود ، على الأقل راهناً ، يسمحون ببعض السيولة كذلك. والشيء الرئيس هو أن هذه التعددية موجودة – وأعتقد أنه يجب الحفاظ عليها – وأنها تصبح عنصراً في هيكلة العالم الكردي وتهدئته لعقود قادمة.
كيف هو موقف بشار الأسد من الكرد السوريين؟
يجب فهم هذا الموقف من بشار الأسد عبر دمج العامل الروسي ، وهو مثير للسخرية بشكل استثنائي. فقد انسحب بشار الأسد من كردستان ” سوريا ” في 19 تموز 2012. وفي ذلك اليوم ، بترت سلسلة من الهجمات رأس النخبة العسكرية في البلاد ، بما في ذلك صهر بشار ، بينما أصيب شقيقه بجروح خطيرة. ومنذ تلك اللحظة ، قرر الرئيس السوري استخدام الطيران ، وكذلك إسناد المدن الكردية إلى PYD. وكان لديه سببان للقيام بذلك: أولاً ، لم يتمكن من السيطرة على كامل أراضيه ، فكانت السيطرة على دمشق والممر الذي يربط المدينة بالبحر مركزيين ، من أجل خلق نوع من كيان علوي “Alaouistan”. بالإضافة إلى ذلك ، كانت مسألة “معاقبة ” تركيا التي سلّحت المعارضة ودعَّمتْها.ومنذ ذلك الحين ، تغيرت الأمور بشكل كبير. ليطالب بشار الأسد اليوم بالاستسلام التام للكرد ، خاصة أنهم أصبحوا عملاء للأمريكيين. وقد شهدنا انعكاسًا تامًا للسياسة التركية. ويتم تعريف هذا الأخير ، المناهض جداً لسوريا ، المناهض لروسيا ومعاد إيران اليوم بقربها الشديد من روسيا ، والتي تأخذ نظرة حذرة من هذه المنطقة الكردية ، ليس في معارضة كردستان ولكن بسبب الحكم الذاتي المكفول من قبل الأميركيين.
كيف نلخّص موقف روسيا في هذا الصراع؟
مثير للسخرية إلى أبعد حد، هو موقف روسيا. ففي عام 2015 ، أثار الجميع احتمال حدوث حالة حرب باردة مع روسيا. وكان لدى تركيا معارضة شديدة لبشار ، وبالتالي ضد روسيا. ووصلت الأزمة إلى ذروتها عندما أسقط الأتراك طائرة روسية في تشرين الثاني 2015. وعلى العكس من ذلك، فإننا بدءاً من عام 2016 ، نشهد تقاربًا وثيقًا للغاية مع تركيا ، والذي يبقي السؤال الرئيس هو المسألة الكردية. واليوم ، تقع سياسة تركيا في المنطقة على عاتق الكرد. فلا يزال يُنظر إلى وجود مجتمع كردي باعتباره تهديداً لتركيا. وفي عام 2012 ، حسِبت تركيا أن الوقت قد حان لإعادة ، وليس الإمبراطورية العثمانية ، وإنما شكل من أشكال تحالف الأحزاب الإسلامية المحافظة التي سيتزعمها حزب العدالة والتنمية. وتداعى هذا الحلم مع الحرب الأهلية في ليبيا ، وسقوط محمد مرسي في مصر وتلاشي قوة النهضة ” 1 “في تونس ؛ لتبقى سوريا فقط.وفي سوريا ، تشكلت السياسة التركية بشكل متزايد وفقًا للسؤال الكردي. حيث أدى ذلك إلى تقارب مع روسيا ، التي سمحت باستخدام سلاح الجو التركي على نطاق واسع في عفرين. ولم يكن هذا القرار مرة أخرى ، ضد الكرد بشكل رئيس ، إنما كان مناسِبًا للسخرية من فلاديمير بوتين. وبدون السلاح الجوي ، لم تكن عفرين لتسقط. وكان يمكن للكرد الدفاع عن المدينة.
النقل عن الفرنسية: إبراهيم محمودإشارة:1-حزب تونسي سياسي إسلامي محافظ ، فاز بأغلبية المقاعد في الجمعية التأسيسية لعام 2011.**- نقلاً عن موقع   www.lesclesdumoyenorient.com  حميد بوزأرسلان دكتوراه في التاريخ والعلوم السياسية ومدير الدراسات في كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS). مهتم بمسألة عمليات العنف ، قام بنشر الأزمة والعنف وإزالة الحضارة من خلال تحليل هذه العمليات في “الزوايا الميتة في المدينة les angles morts de la cité  ” ، والتي نشرتها CNRS ، في عام 2019. واليوم ، يعمل على مسألة مكافحة ديمقراطيات القرن الحادي والعشرين.ونشِرت المقابلة في 13-5/ 2019 ، أما عن التي أجرت المقابلة، فهي كلير بيليدجيان، وهي طالبة علوم الاجتماعية .والهدف من نقل هذه المقابلة عن الفرنسية، هو الوقوف على طبيعة تفكير باحث استراتيجي، وكردي، ويقيم في فرنسا، منذ سنوات طوال، ومدى دقة تحلياته ذات البعد المستقبلي، على الأقل، بين زمن المقابلة، ومستجدات ما منتصف الشهر العاشر لعام 2019 وتالياً .

المصدر: ولاتي مه

إردوغان يريد تركيا دولة مشكلات بانتظارها استحقاقات كثيرة!

صالح القلاب

مرَّ حتى الآن قرنٌ كاملٌ على غروب شمس الدولة العثمانية، والمعروف أنه لم يبرز مَن يدعو لعودتها واعتبار أن أملاكها في كل أرضٍ وصلت إليها جيوشها أملاكاً تركية، إلّا رجب طيّب إردوغان وبخاصة بعد ما اختاره الإخوان المسلمون «مرشداً» لهم، وهنا فإنّ المعروف أن بعض قيادات هؤلاء بقيت تتحدّث، وإنْ سراً وفي الحلقات الضيّقة، عن ضرورة عودة «العثمانيين» على اعتبار أن قادة دولتهم كانوا «خلفاء راشدين»… وبالطبع فإن هذا لا صحة له على الإطلاق!
والمعروف أيضاً أنَّ من سبقوا رجب طيب إردوغان إلى هذا الموقع، بعد انهيار الدولة العثمانية وأولهم مصطفى كمال (أتاتورك)، كانوا قد تناوبوا على «إهالة» المزيد من التراب عليها، لا بل إنهم في معظمهم، وهذا إنْ ليس كلهم، قد تبرّأوا منها لأنها، حسب رأيهم، كانت دولة متخلفة واستبدادية و«رجعية» لم تعد قادرة على الاستجابة لمتطلبات القرن العشرين الذي كان قد شهد تحوّل معظم دول الغرب إلى «العلمانيّة» وأيضاً إلى بروز ظاهرة الدول الاشتراكية والشيوعية وبخاصة في الشرق البعيد كالاتحاد السوفياتي والصين الشعبية ولاحقاً كفيتنام وكوريا الشمالية.
والثابت أن رجب طيب إردوغان لم يُصب بـ«فيروس» لوثة استعادة دولة الخلافة العثمانية إلّا بعد اختياره مرشداً للتنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين، وحيث إن الأكثر أهمية بالنسبة إليه لم تكن استعادة هذه الخلافة التي كانت قد «ولَّتْ» بلا رجعة في بدايات عشرينات القرن الماضي بل الاستحواذ على شرقي البحر المتوسط وتجاوزه نحو شواطئ أفريقيا العربية والسيطرة على ليبيا: «جماهيرية معمر القذافي» السابقة التي بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي تعد «مستودعاً» هائلاً للنفط والغاز ومنجماً للذهب الذي من الواضح أنه هو ما أسال لعاب الرئيس التركي ومَن معه من «إخوانه» في هذا التنظيم العالمي.
ربما من حق رجب طيب إردوغان، على اعتبار أنه أصبح مرشداً ًعاما للتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، أن يسعى لاستعادة ما يعدّه «أمجاد» الدولة العثمانية الراحلة، وإنَّ من حقه أيضاً أن يكون «وريث» ما يعده أملاكها ليس في ليبيا وحدها وإنما في كل ما وطأته «حوافر» خيول الفرسان العثمانيين الذين كانوا قد اشتهروا بالسلب والنهب والإمعان في تعذيب رموز الأمم والشعوب التي كانت قد سيطرت عليها دولتهم ومن بينهم الأمة العربية التي كانت قد سبقت العثمانيين إلى الحضارة والتقدم والتطور بسنوات طويلة.
كان العرب، الذين بات حتى رجب طيب إردوغان يستهزئ بهم وينكر دورهم في المسيرة الحضارية الكونية، قد شيّدوا «إمبراطوريات» أهمّ بألف مرّة من الدولة العثمانية، إنْ في العهد الأموي وإنْ في العهد العباسي وإنْ في العهد الفاطمي، والمفترض أنَّ مرشد التنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين يعرف بحكم موقعه أنًّ الأمة العربية، أمة رسولنا العظيم محمد والخلفاء الراشدين، قد تجاوزت بقيادة طارق بن زياد ما سُمي لاحقاً جبل طارق، وشيّدت حضارة في الأندلس وفي إسبانيا إنْ هو ينكرها ولا يعترف بها فإن عليه أن يسأل عنها كتب التاريخ المنصفة والجامعات الغربية كلها ومن بينها جامعة «أكسفورد» الشهيرة التي كانت قد بدأت في ذلك الزمان الذي غدا بعيداً بمدرسة صغيرة كان قد شيّدها وافدٌ بريطاني بقي يتجوّل في المدن الأندلسية العربية لسنوات طويلة وعاد بمجموعة من كتب الأطفال التي بدأ بها هذه المدرسة التي أصبحت لاحقاً واحدة من أهم الجامعات الكونية.
كان العرب، حتى قبل الإسلام العظيم وحتى قبل أن تكون هناك الدولة أو «الإمبراطورية» الأموية والعباسية وأيضاً الفاطمية دولاً عربية متقدمة وعظيمة من بينها «مملكة الأنباط» التي كانت عاصمتها مدينة البتراء التاريخية والتي شملت منطقة «النقب» وسيناء والأردن الحالي وشمالي الجزيرة العربية والتي كانت بمثابة محطة «استراتيجية» على طريق «البخور» تقع على مفترق طرق القوافل القادمة من اليمن والذاهبة إلى بلاد الشام ومصر والبحر الأبيض المتوسط. وهذا بالإضافة إلى دولة الغساسنة الشهيرة ودولة المناذرة التي كانت عاصمتها «الحيرة» والتي امتدَّ حكم ملوكها إلى العراق كله وهذا كان بالطبع قبل الدعوة الإسلامية بسنوات طويلة.
وهنا فإن المقصود ليس التقليل من شأن الأشقاء الأتراك، لا سمح الله، فهم تاريخياً كانوا منّا ونحن كنّا في فترات لاحقة منهم، إنّ المقصود هو «إفهام» رجب طيب إردوغان أن هذه «اللغة» التي بات يتحدث بها عن «العثمانيين» وعن أنه هو وريثهم وأن من حقه أن يكون له ولتركيا ما كان لهم إنْ في ليبيا وإنْ في غيرها، غير مقبولة على الإطلاق، وإلّا لكان من حقِّ «البيزنطيين» أن يستعيدوا إسطنبول ومن حق الفرس أن يستعيدوا أملاك جدودهم الذين كانت لهم إمبراطورية وصلت إلى اليونان واحتلت جزءاً كبيراً من هذا الشرق الأوسط الحالي كله.
إنَّ المؤكّد في هذا المجال هو أن غالبية الأشقاء الأتراك لا يؤيدون هذه النزعة «العثمانية» التي باتت تتحكم بتوجهات ومواقف وتطلعات رجب طيب إردوغان، فهم يعرفون ويدركون أنه من غير الممكن، لا بل إنه من المستحيل، إعادة توجهات حركة التاريخ إلى الوراء، وأنه إذا كان من حقهم استعادة ما كان للعثمانيين في هذه المنطقة وفي كل ما كانت امتدت إليه دولتهم العثمانية فإنه من حق العرب أنْ يستعيدوا لواء الإسكندرون، ومن حق اليونان أن تستعيد ما كان لها، ومن حق «البيزنطيين» أن يستعيدوا ما كان لهم، وأن مدناً كثيرة من بينها «ديار بكر» كانت مدناً عربية، وأنّ فتح «الملفات» القديمة في هذا القرن المتأخر بالطريقة التي يتحدث بها رجب طيب إردوغان ستكون عواقبه وخيمة وسيؤدي إلى حروبٍ طاحنة بالفعل وإلى نزاعاتٍ مدمّرة كثيرة.
ولعلّ ما يجب أن يأخذه رجب طيب إردوغان، ومعه كل الذين يخيطون بـ«مسلّته» الصدئة هذه، بعين الاعتبار هو أن تركيا نفسها معرّضة للتشظّي والانقسام، فهناك الأكراد الذين يشكّلون رقماً رئيسياً في المعادلة التركية، السياسية والعددية، والذين لا بد أن يحصلوا على استقلالهم ذات يومٍ قريب ولا بد من أن يقيموا دولتهم المستقلة التي يستحقونها… وأيضاً فإنه لا بد من أن يعود لواء الإسكندرون العربي، الذي كان المحافظة الخامسة عشرة في الجمهورية العربية السورية والذي كانت فرنسا المستعمِرة قد منحته في عام 1939، في بدايات الحرب العالمية الثانية، لتركيا لضمان تأييدها لـ«الحلفاء» في هذه الحرب، وحيث قد جرى تغيير اسمه العربي في زمن مصطفى كمال «أتاتورك» إلى «هاتاي».
إنه من الأفضل للأشقاء الأتراك، الذين بالإضافة إلى الدين الإسلامي العظيم تربطهم بالعرب وتربط العرب بهم علاقات تاريخية عظيمة بالفعل، أن يُغلقوا هذه الأبواب التي فتحها رجب طيب إردوغان بعدما أصبح مرشداً عاماً للتنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين، إذ إن ما يسمّيها «الأملاك العثمانية» قد عادت إلى أهلها، وإن العثمانيين قد أصبحوا صفحات مطويّة في كتب التاريخ، وإن ليبيا للشعب الليبي الذي من ضمنه الأقلية ذات الأصول التركية وليست الأصول «العثمانية»، إذ إن كل أهل هذه المنطقة التي كانت قد وصلت حوافر خيول فرسان الدولة العثمانية إليها كانوا يعدّون عثمانيين… لكنّ المعروف أن كل شيء قد تغير بعد الحرب العالمية الأولى وأنه لم يعد هناك وجود لعثمانيي المراحل القديمة، وعليه فإن الأفضل للأتراك ولأشقائهم العرب طيّ هذه الصفحة البائسة نهائياً التي فتحها الرئيس التركي على أساس أنه خليفة الإسلام والمسلمين، وهذا غير صحيح، ولا يمكن أن يكون على الإطلاق، على اعتبار أنه أصبح «المرشد» العام للحركة الإخوانية العالمية!

صحيفة الشرق الأوسط



منظمة العمل الدولية: نصف مليار شخص في العالم يعانون من الأجور غير الكافية

منظمة العمل الدولية: نصف مليار شخص في العالم يعانون من الأجور غير الكافية

متابعة مركز “عدل” لحقوق الإنسان

 ذكرت منظمة العمل الدولية في تقرير لها يوم أمس الثلاثاء 21 كانون الثاني/يناير، أن الأجور غير الكافية تؤثر على ما يقرب من نصف مليار شخص، وأن هناك توقعات بارتفاع نسبة البطالة في 2020. جاء ذلك في تقرير جديد حول العمالة والاتجاهات الاجتماعية في العالم لعام 2020، الذي أشار أيضاً إلى أن هناك ( 267 ) مليون شاب خارج دائرة العمالة والتعليم والتدريب.

وعقب المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر، على تلك النتائج بقوله إنه:”بالنسبة لملايين الأشخاص العاديين، من الصعب بشكل متزايد بناء حياة أفضل من خلال العمل. إن عدم المساواة والاستثناءات الكبيرة المرتبطة بالعمل تمنعهم من العثور على عمل لائق ومستقبل أفضل. هذا اكتشاف خطير للغاية وله آثار عميقة ومقلقة على التماسك الاجتماعي”.

وأفادت منظمة العمل الدولية بأن ما يقرب من نصف مليار شخص يعملون في ساعات عمل مدفوعة الأجر وقد لا يحصلون على فرص عمل كافية، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تزيد البطالة بنحو ( ٥ر٢ ) مليون شخص في عام 2020.

ويحلل التقرير السنوي لمنظمة العمل القضايا الرئيسية لسوق العمل، بما في ذلك البطالة، ونقص العمالة، والفقر في العمل، وعدم المساواة في الدخل، وحصة دخل العمل والعوامل التي تستبعد الناس من العمل اللائق.

وذكر التقرير أن البطالة العالمية ظلت مستقرة تقريباً على مدى السنوات التسع الماضية، ولكن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يعني أنه مع زيادة القوى العاملة العالمية، لا يتم توفير وظائف جديدة كافية لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

ويظهر التقرير أن عدم التوافق بين العرض والطلب في العمل يمتد إلى ما هو أبعد من البطالة، إلى نقص العمالة بشكل عام، بالإضافة إلى العدد العالمي للعاطلين عن العمل، البالغ ( 188 ) مليون شخص، فإن ( 165 ) مليون شخص لا يكسبون أجوراً كافية، و (120 ) مليون شخص إما يتخلون عن البحث عن عمل، أو يفتقرون إلى الوصول إلى سوق العمل، وإجمالاً يتأثر أكثر من ( 470 ) مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

وتطرق التقرير أيضا إلى عدم المساواة في سوق العمل، حيث أظهرت بيانات وتقديرات جديدة أن عدم المساواة في الدخل على المستوى العالمي أعلى مما كان يعتقد سابقا، خاصة في البلدان النامية.

المصدر: وكالات